الجمعة، 29 مارس 2013

مُعَايشةٌ ولَكِنْ !!!


كنت أبحث عن عظماء أخالطهم وأردد أريد معايشة وقد أثارني منذ فترة لهذه المعايشة قراءتي لمقال علي الفيفي لابأس بشيء من الدموع
سبحان الله طلبي للمعايشة أشغلني كثيرا عن الطلب من الله...كنت أريد الإلهام من بشر لقصر في التفكير,
لكن أتانِ ماهو بالحسبان في عبارات قصيرة للشيخ محمد الغزالي في كتابه جدد حياتك أثارني كثيرا وكأنه رسالة ربانية لي أن توازني واطلبي من الله..
قد تكون عبارته عادية لكنها أثارتني جدا وقد أتعمق كثيرا...رحمك الله ياشيخ..

كان يقول رحمه الله "إن الكلام مع رؤساء الأعمال وأصحاب الدعوات قد يكثر ويتسع من غير مسوغ واضح ,اللهم إلا أن الأتباع والأعوان يطيب لهم أن يتكلموا مع رئيسهم وقديكون كلامهم هذا متصلا بموضوع الرسالة التي يهتمون بها جميعا أوالعمل الذي يتعاونون على إنجاحه لكن هذا الكلام في أغلب الأحيان يكون قليل الجدوى"


سبحان الله....فعلا فكرت في ذلك أحيانا نجلس لطلب العلم ...وأحيانا نطيل الجلوس لمجرد الراحة والسعادة لتوافق الفكروقد يكون مفتاح للجلوس لساعات بلا فائدة......(نشغلهم ونشغل ذواتنا لماذا؟؟

يقول محمد الغزالي قديكون( سر الأمر الذي صدر للصحابة أن يخففوا من مناجاتهم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأن يقدموا بين يدي نجواهم صدقة)

ياسبحان الله حتى لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نبهو للطريق الصحيح لثواب الله لهم وتوفير الوقت للإنشغال بذواتهم والعمل والبحث والتخفيف من مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

لايعني ذلك أن نبتعد عن مجالسة الصالحين والحديث مع العظماء..لا..بل هناك مثل صيني وأنا أؤمن به يقول الحديث مع رجل عظيم ليلة واحدة أفضل من دراسة 10سنوات..
فعلا فالحوار مع الصالحين والعقول العظيمة ومعايشتهم فيها الخير الكثير وتختصر لك تجارب الحياة..
ويكفينا قول الله تعالى(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) 


لكن حينما نطلب ذلك بشدة وننتظر المعايشة ونتوقف ونظن أن فتح الله علينا فقط بمجالستهم ونسعى جاهدين وتختلط الأمور (هنا يكمن الخلل)


ماتريده ..سيسخره الله لك فقط اطلب واصدق في طلبك من الله وسيتدفق عليك كالسيل المنهمر..وسيرزقك معايشة لم تتوقعها إما بكتاب أوبأي طريقة لكن في الوقت الذي يريده الله لك ومايختاره هو لا أنت!!...

وانشغل بذاتك وتعاهدها ونقها وابحث عن مواطن قوتك وتوازن في وقتك واجلس معهم وتزود "هم القوم لايشقى بهم جليسهم" لكن !!اسأل ذاتك بعمق كل مرة لم تجلس معهم لماذا؟؟لاتختلط الأمور في ذهنك...

انفصل قليلا لتستقل ..لكن!!
"لاتبتعد نهائيا"لأنه قديكون خطرا عليك...يقول الله تعالى (إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) سورة العصر...وعد رباني بالتواصي بالحق والصبر مع الصحبة الصالحة..

"ولكل وجهة هوموليها"أنت بيدك القرار وحق اختيار وجهتك لخدمة نفسك وأمتك..استشر لابأس لكن!! لايقيدونك  بطرق معينة...أنت حر..استهدِ بالله.

الله يريدك مستقلا تتحرى الحق كمايهديك الله إليه بفطرتك وتفكيرك المستقل المستكشف..
الله يريدك حرا..اقتدِ بهم لكن !!لاتذوب بفكرهم وتكون نسخة مكررة....لأن لك قالب بدني وكيان معنوي مختلف من طبائع وعاطفة وفكر ..اكتشفه..اكتشفه..نمه..ادع الله أن ينير بصيرتك..

معايشةُ ولكن!! لماذا؟؟!!
وقبل الختام 

تجلّى لي معنى آخر من عبارة الغزالي لقيمة الوقت الذي بين أيدينا لانضيعه حتى مع الأشخاص الخَيِرة الملهمة , إن كان ماينتظرنا من عمل أولى, فكيف بمن يضيع وقته في التفاهات , بل بمايبعده عن ربه ودينه وغايته الحقيقية, بمن تضيع أوقاته غيبة ونميمة ولعب ولهو..

يارب اهدنا وسددنا ونور بصائرنا واغفر لنا..

كتبته:
مريم البعيجان.