الثلاثاء، 21 فبراير 2012

مقتطفات من اسم الله الصمد/للنابلسي.



مقتطفات من اسم الله الصمد/من كتاب اسماء الله الحسنى للنابلسي أنصحكم بقراءته رائع 
:

1-علاقة الإنسان باسم الصمد :
الآن كنت أقول دائماً : أيها المؤمن لابدّ لك من موقف مع كل اسم من أسماء الله الحسنى ، لك موقف ، أو في تدقيق عملي يخصك ، فما علاقتك باسم "الصمد" ؟ لأن الله عز وجل يقول :

﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ .( سورة الأعراف الآية : 180 ) .

أنت حينما تعرف أسماء الله الحسنى تقبل عليه ، تدعوه ، تتجه إليه ، تعلق عليه الآمال ، والله عز وجل كما أقول دائماً : ينتظر منا أن نتخلق بكمال من كمالات الله ، يكون هذا الكمال ، قربة إلى الله ، يعني الله رحيم ، يمكن أن تتقرب إليه بأن ترحم خلقه ، الله عز وجل عدل ، يمكن أن تتقرب إليه إذا كنت منصفاً .

فلذلك من أدب المؤمن مع هذا الاسم ألا يقصد بحوائجه غير الله ، أن يكون موحداً ، وألا يعول إلا على الله ، ثقته بالله ، أمله بالله ، اعتماده على الله ، توكله على الله ، لا يخاف إلا الله ، من أدب المؤمن مع هذا الاسم ألا يقصد بحوائجه ، برغائبه ، إلا الله ، وألا يعتمد إلا على الله ، هذا من أدب المؤمن مع هذا الاسم .

2-من تطبيقات الصمد أن يتخلق الإنسان بهذا الاسم فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس :

من تطبيقات هذا الاسم أن يتخلق الإنسان بهذا الاسم ، دقق الآن بمعنى آخر : فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس ، يعني يفتح بابه لهم ، يصغي إليهم ، يسعى لحل مشكلاتهم ، يحمل همومهم ، يعين فقيرهم ، ينصف مظلومهم ، هذا الإنسان خرج من ذاته لخدمة الخلق ، هذا الإنسان حمل هم الناس .

فلذلك التطبيق الأكبر لهذا الاسم الله عز وجل يُقصد في الحوائج والرغائب ، وأنت كمؤمن ينبغي أن تخدم الناس خدمة يجعلونك مقصوداً في حوائجهم ، وفي رغائبهم ، وهذا هو الغنى الحقيقي ، هذا هو النجاح ، هذا هو الفلاح ، أن يزداد عملك الصالح ، الغنى والفقر بعد العرض على الله ، بل إن الغنى الحقيقي هو غنى العمل الصالح .

﴿ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ .( سورة القصص ) .

إذاً من تطبيقات أن يتخلق الإنسان بهذا الكمال فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس للخير ، معيناً لهم على حوائجهم ، إذا أحب الله عبداً جعل حوائج الناس إليه ، إذا أحب الله عبداً جعله مقصوداً ، وقد يزداد الضغط عليه ، وقد يُسأل ليلاً نهاراً ، هذا فضل من الله عز وجل ، سمح لك أن تنفق ، سمح لك أن تكون مقصوداً ، هذا فضل كبير ، أنت تعطي وغيرك يأخذ ، جعلك قوياً ولم يجعلك ضعيفاً ، جعلك صحيحاً ، ولم يجعلك مريضاً ، جعلك غنياً ولم يجعلك فقيراً .

من هنا قيل كما ورد في الحديث الصحيح :
(( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس )) .[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن عمر ] .
طبعاً هناك معنى مخالف ، معنى عكسي : وأبغضهم إلى الله الذي يوقع الأذى بالعباد ، يلقي في قلوبهم الرعب ، يبتز أموالهم ، يغشهم ، يحتال عليهم ، (( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس )) .

3-﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾ يعني وقتك ، مالك ، ذكاؤك ، طلاقة لسانك ، خبراتك كلها في خدمة الخلق ، هذه حالة اسمها :
﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ .( سورة الواقعة ) .

هناك درجات عالية عند الله ، هذا الذي خرج من ذاته كلياً ، وجعل كل وقته ، وكل ماله ، وكل صحته ، وكل قدراته ، وكل خبراته ، وكل طاقاته ، في سبيل الله ، هذا إنسان تنطبق عليه الآية الكريمة : ﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾ .*

اللهم اغفرلي ولوالدي و للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات ,الأحياء منهم والأموات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق